ألله معكم

ان اردنا التغيير يجب ان نسعى للحصول عليه وكلنا ايمان أنه لا خوف على لبنان بوجود شبان وشابات يحاربون التخلف بالتقدم والجهل بالتعلم ...

الجمعة، 9 أكتوبر 2009

ماذا قدمنا للغربة؟ وماذا قدمنا للوطن؟




في الأمس القريب كنت جالساً أتناول العشاء وحدي في مطعم صغير قريب من منزلي مطلقاً العنان بعيداً لفكري محاولاً الإسترخاء من عناء العمل والمشاغل والهواجس ولا أشعر إلا وانني أصغي لحوار يدور بين رجلين جالسين كل منهما إلى طاولة ويبدو أن قرب المسافة بين الطاولات جعلتهم يتبادلان أطراف الحديث، الأول مصري في منتصف الثلاثينات والاخر لبناني يبدو عليه أنه قد تجاوز عتبة الخمسين أطال الله بعمره لكن حديثهما إضافةً إلى ما رسخ بفكري مما سمعته من غيرهم دفعني إلى كتابة مقالي هذا إضافةً إلى انني اشتقت لأن أملأ ورقةً بيضاء خربشاتٍ وخواطر، الحديث كما سمعته:

"المصري: تعبت من البلد دي, عايز أرجع بلدنا
اللبناني: اديش صرلك هون؟
المصري:١٠ سنين ومعايا أهلي ومراتي والعيال, بس ولا مرة حسيت إن أنا مش غريب
اللبناني: أنا صرلي ٣٤ سنه هي لبلاد أحسن من عنا بكتير
المصري (مستغرباً): إنت لبناني؟
اللبناني: إيه نعم
المصري: أنا ما زرتش لبنان قبل كدة بس صحابي اللي راحو هناك بقولو لبنان ده جنة
اللبناني: هون الجنة أحلى واضاف عندما رأى الحنق يتطاير من عيني: بس لواحد بضل بحن لا بلدو"


هذه خلاصة الغربة "هون الجنة أحلى", بكل بساطةٍ أسأل لماذا؟ هل لأن الغربة قدمت لنا ضماناً إجتماعياً متكاملاً؟ هل قدمت لنا لأمان والمال والرفاهية؟ و لكن هل قدمت لنا الحب؟ هل كونت شخصيتنا؟ ألا نفكر أنه ربما لو ولدنا هنا لم نكن هكذا، لم نكن نحن، لم تكن أمك كما هي، ولا امرأتك كما هي، وربما كان أولادك فلذة كبدك يجاهرون و يفخرون بأنهم لواط, حسناً كل هذا غيبيات أنا أيضاً لا أحبها، دعني أسألك ماذا قدمت لهذا البلد؟ ألم تحترم الدستور؟ ألم تتبع القوانين؟ ألم تدفع الضريبة مبتسماً؟ ألم تحترم حريات الأخر؟ ألم تمتنع عن الحديث والتجييش الطائفي؟ ألم يكن رب عملك يوماً مسيحياً أو درزياً أو مسلماً أو ربما شيوعياً أو من عباد الشياطين أو النار أو بوذياً؟ والأهم من هذا كله ألم تعمل بجد ونشاط ألم تتعب؟ هل تململت أو شتمت يوماً؟ الان دعني أسألك ماذا قدمت لوطنك؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ كيف كانت أستراليا ألم تكن سجناً ومنفى؟ أليس بسواعد رجالها أليس باصرار أبطالها أليس بالعلم والتحضر أليس بحب الحياة أليس بكل هذا تطورت وزادت نسبة النمو فيها وأصبحت دولةً متقدمة؟ولكنها ستبقى قارةً حديثة من دون ثقافة لن تحصل على تاريخ وطنك العريق أبداً، ولن تنال لقب أم المدائن ولا عاصمة الحضارات, فلماذا ما زلنا عبيداً وأذناب في زمان الحرية والاحرار لماذا ما زلنا عرابيدٌ طائفيون في زمن الحرية الفردية؟ لماذا لا نطور وطننا ليصبح مثل بلدهم؟ هم حفرو الصخر ونحن ارضنا الخصبة، هم تعلمو بعلمنا، هل نسيت باننا من علم العالم الأبجدية؟ هل نسيت قدموس؟ ونحن مثلنا كمثل الحمار الذي يحمل اسفارا, الا نشعر بالعار؟ ألا نشعر بالخزي لأن يشهد العالم أجمع على اننا شعب الله المختار ونحن في الوطن نتقاتل بإسم الله، والله بريءٌ منا ومن اعمالنا، ألا نشعر بالحقارة أن يحصل شعوب العالم المتقدم ب الحقوق لحيواناتهم ونحن عاجزون عن تشكيل حكومة؟ ألا نشعر بالعار عندما نجاهر باننا الدولة الديمقراطية الوحيدة في محيطنا ورئيسنا قائد جيش؟لماذا? لماذا على المصري الذي يعيش أكثر من نصف سكان بلده ما دون خط الفقر بالحنين إلى بلاده و نحن نتنكر لوطننا؟ لماذا يعترف العالم عن رحبٍ و سعة باننا جنةٌ على الأرض ونحن ما زلنا نرفض التصديق, ما زلنا لا نؤمن بوطننا، ما زلنا نرفض تصديق ربنا، كيف حصل هذا بنا؟ كيف انزلقنا إلى هذا الدرك من الجهل والكره والحقد كيف؟ بربكم أجيبوني؟متى سنستيقظ? متى سنقف عن لتنكر لوطننا متى سنقف طعناً لل ارزة ألا ترون علمنا يكاد يتحول إلا اللون الأحمر فقط؟ ألم نكتفي دماء؟ ألم نكتفي شهادةً وشهداء؟ متى سنجتمع كلنا في ساحة الحرية لأجل لبنان فقط, نعانق بعضنا بعضاً نعتذر من الوطن، نعتذر من شهدائنا نصلي على أرواحهم الطاهرة، نرسل لهم سلام من القلب و ننشد جميعنا بأعلى صوت يداً بيد والكتف على الكتف "كلنا للوطن".



الخميس، 19 يونيو 2008

"التاريخ لن يرحم ظالم ولن يشفق على مجنون"


من الواضح ان الرئيس العسكري القديم ميشال عون يعاني من اضطرابات نفسية ما، أخرجته عن المنطق فخرق بأفكاره مسلمات الدولة وبدا واضحاً للجميع أنه يغرد خارج السرب السياسي الموجود في البلد ويشق لنفسه اتجاهاً معاكساً لمسار الأحداث الجارية وما هذا الا مس جنون سياسي!!
حاول الجنرال العتيد استغلال التضارب السياسي لتنفيذ انقلاب جديد وهذه المرة بشكل واضح وصريح فبات يحلم بالانقلاب على اتفاق الطائف ناسياً او متناسياً ان الطائف هو الذي ارسى السلم الأهلي وأعاد اعتبار الدولة بعد الحرب اللبنانية.


لسنا بصدد تعداد انجازات الطائف ولا التغني بالايجابيات التي ارستها بنوده على وطننا الحبيب، بل ان ما نريد هو التساؤل عن افكار الجنرال السياسية التي تأكد وقوعها اليوم في دوائر الاستفهام...

لماذا يا فخامة الجنرال تريد تقليص دور رئيس الحكومة؟
لماذا تكون العازف الأول على وتر الطائفية؟ والسباق دوماً الى التمييز بين مسلم ومسيحي؟
هل مازلت الأول مسيحياً كما كنت تدعي؟ وهل تعبر آراءك عن متطلبات جمهورك؟
هل انت الوطني الوحيد؟
هل انت الوحيد الذي عانى من النظام السوري؟

كفى يا فخامة الجنرال، فدور رئيس الحكومة سيبقى واتفاق الطائف سيبقى شئت ام أبيت!! وما تراجعك عن كلامك وتفسيره بفلسفة سياسية الا دليل على فشل انقلابك.
ومن ثم، اعد مراجعة حساباتك فالبلد متجه نحو الأول لبنانياً، لا الأول مسيحياً ولا الأول سنياً ولا شيعياً أو درزياً ومنطق الطائفية الذي تريد سيصبح خرقة بالية.
انت لست الوطني الوحيد يا فخامة الجنرال والخوف كل الخوف من ان لا تكون وطنياً من الأساس، كما انك لست الوحيد الذي عانى من النظام السوري فلبنان بأكمله ارضاً وشعباً ومؤسسات تضرر ايضاً .

فرأفةً بنفسك ونفسيتك يا فخامة الجنرال وحفظاً لماء الوجه كن قائد المتنحين في طاقمنا السياسي، دعوا البلد بأمان ولا تدفعوا بسياسته أكثر الى المجون لأن التاريخ لن يرحم ظالم ولن يشفق على مجنون.