ألله معكم

ان اردنا التغيير يجب ان نسعى للحصول عليه وكلنا ايمان أنه لا خوف على لبنان بوجود شبان وشابات يحاربون التخلف بالتقدم والجهل بالتعلم ...

الخميس، 19 يونيو 2008

"التاريخ لن يرحم ظالم ولن يشفق على مجنون"


من الواضح ان الرئيس العسكري القديم ميشال عون يعاني من اضطرابات نفسية ما، أخرجته عن المنطق فخرق بأفكاره مسلمات الدولة وبدا واضحاً للجميع أنه يغرد خارج السرب السياسي الموجود في البلد ويشق لنفسه اتجاهاً معاكساً لمسار الأحداث الجارية وما هذا الا مس جنون سياسي!!
حاول الجنرال العتيد استغلال التضارب السياسي لتنفيذ انقلاب جديد وهذه المرة بشكل واضح وصريح فبات يحلم بالانقلاب على اتفاق الطائف ناسياً او متناسياً ان الطائف هو الذي ارسى السلم الأهلي وأعاد اعتبار الدولة بعد الحرب اللبنانية.


لسنا بصدد تعداد انجازات الطائف ولا التغني بالايجابيات التي ارستها بنوده على وطننا الحبيب، بل ان ما نريد هو التساؤل عن افكار الجنرال السياسية التي تأكد وقوعها اليوم في دوائر الاستفهام...

لماذا يا فخامة الجنرال تريد تقليص دور رئيس الحكومة؟
لماذا تكون العازف الأول على وتر الطائفية؟ والسباق دوماً الى التمييز بين مسلم ومسيحي؟
هل مازلت الأول مسيحياً كما كنت تدعي؟ وهل تعبر آراءك عن متطلبات جمهورك؟
هل انت الوطني الوحيد؟
هل انت الوحيد الذي عانى من النظام السوري؟

كفى يا فخامة الجنرال، فدور رئيس الحكومة سيبقى واتفاق الطائف سيبقى شئت ام أبيت!! وما تراجعك عن كلامك وتفسيره بفلسفة سياسية الا دليل على فشل انقلابك.
ومن ثم، اعد مراجعة حساباتك فالبلد متجه نحو الأول لبنانياً، لا الأول مسيحياً ولا الأول سنياً ولا شيعياً أو درزياً ومنطق الطائفية الذي تريد سيصبح خرقة بالية.
انت لست الوطني الوحيد يا فخامة الجنرال والخوف كل الخوف من ان لا تكون وطنياً من الأساس، كما انك لست الوحيد الذي عانى من النظام السوري فلبنان بأكمله ارضاً وشعباً ومؤسسات تضرر ايضاً .

فرأفةً بنفسك ونفسيتك يا فخامة الجنرال وحفظاً لماء الوجه كن قائد المتنحين في طاقمنا السياسي، دعوا البلد بأمان ولا تدفعوا بسياسته أكثر الى المجون لأن التاريخ لن يرحم ظالم ولن يشفق على مجنون.

الأحد، 15 يونيو 2008

رسالة من القلب الى قلب رئيس الجمهورية

فخامة العماد رئيس الجمهورية

سيدي حضرة العماد قائد الجيش فخامة رئيس الجمهورية!!
اليوم تسلمت مقاليد الفخامة ودخلت قصر بعبدا مضيفاً لقب الرئيس الى جانب اوسمتك السابقة من البسالة والشجاعة الى العماد في قيادة الجيش، الا ان لقبك الجديد هو في اساس السياسة وبعيد كل البعد عن القابك واوسمتك السابقة.
سيدي الرئيس، تعلم تماماً بأنك رئيس غير دستوري او بالأحرى طريقة انتخابك ليست دستورية حتى ولو كنت في نظر دستورهم الذي يريدون شرعي الى ابعد حدود، فمن عدل لك الدستور انتهت صلاحيته في التشريع منذ زمن بعيد، ومن صوت لك كنت بالأمس الد اعداءه، فبعضهم كان لا يريد ان يتسلم عسكري مقاليد الحكم والبعض الآخر لم يعتبرك توافقياً، المهم يا سيادة الرئيس، ان تكون على علم ان اتفاقهم نابع من خوف ومن شعور باطني لديهم من ان ثورة الشعب ولحظة الانفجار قد دنت.
شاكر العبسي، أين هو؟

سيدي الرئيس، الفخامة ليست اعطاء اوامر عسكرية ولا قاعدتها الأساسية "نفذ ثم اعترض" بل هي شعور بالمسؤولية تجاه وتكون بالدرجة الأولى سياسية ولا احد ينكر قول لقائد روسي شهير "السياسة لعبة اخطر من ان توضع بيد عسكريين". ما قمت به يا سيادة الرئيس او ما كنت على اطلاع به في الأيام القليلة الماضية وفي الأشهر القليلة السابقة لا تفسير له غير انه تخطيط للوصول الى سدة الرئاسة فتغييب احداث نهر البارد من البداية الى النهاية، اي من اسباب نشؤها الى نهايتها ومصير شاكر العبسي، يجب ان لا تنساه وينتظر منك التوضيح؟
تنذكر ما تنعاد!!
ووقوف الجيش دون حركة او ردة فعل امام التعديات والخروقات للقانون المدني وسقوط الضحايا لم يكن عادلاًً ، وتصاريحك وكلماتك التي ازدادت في الساعات القليلة الماضية ما هي الا دليل على نجاح خططك.
سيدي الرئيس، لماذا منذ عصر الرئيس الراحل فؤاد شهاب وكل قائد للجيش منذ تسلمه العمادة يضع الرئاسة نصب عينيه؟ ولماذا اكد الجيش وفاة العبسي ومن عاد الى قيد الحياة ليتبين فيما بعد انه لم يمت اصلاً ؟
سيدي حضرة العماد قائد الجيش رئيس الجمهورية لسنا نطلق النار على وصولك ولا نحن من اعداءك بل نحن مواطنون متخوفون من تحويل الدولة وجمهورية لبنان الى معسكر.

حتى اليوم ومنذ ثلاث سنوات ونيف هل من الممكن ان تكون الثورتان تمهيداً لثورة كبرى؟؟

منذ ثلاث سنوات دخل البلد في أتون مخيف باستشهاد الرئيس رفيق الحريري وكانت كافة التوقعات والتحاليل تشير الى ان البلد قادم على استحقاقات خطيرة ومصيرية ليس على مستوى لبنان وحسب بل على صعيد الاقليم ككل، خاصة وان هناك اصابع اشارت الى ان سوريا كانت وراء الاغتيال.
ساحة رياض الصلح في 8 آذار
استشهاد الرئيس الحريري والاتهامات التي تلته ادت الى مظاهرتين شملت كل الشعب اللبناني، قسمته وربما تطورت المظاهرتان ووصلتا الى حد الثورة فكانت الأولى في الثامن من آذار في ساحة رياض الصلح لتقول شكراً سوريا الأسد والثانية في الرابع عشر من الشهر نفسه في ساحة الشهداء لتقول وداعاُ سوريا والى غير رجعة.
في كل عام من الوقت عينه وفي المكان نفسه تتجدد الثورتان وقسم لبنان بطريقة غير مباشرة بالرغم من ان هاتان الثورتان كانتا ضد التقسيم والتدويل والتوطين.فالجنوب، نصف الجبل ونصف بيروت للثامن من آذار والشمال والنصفين الآخرين لكل من الجبل وبيروت لجماعة الرابع عشر. أهذا ليس بتقسيم؟
ثم ان كل ثورة اصبح لديها عديدها وعتادها، اهذا ليس بتدويل؟
كما اننا رأينا وجوه فلسطينية يشاركون في المظاهرات والاعتداءات والخروقات لقوانين الدولة اهذا ليس بتوطين؟ اليس توطين ان تؤيد وتشارك وتعارض الفصائل الفلسطينية المسلحة قرارات تخص الكيان وتمس بالأمن؟؟
الرابع عشر من آذار فازت بالسلطة وقالت شكراً وألف شكر للشعب، وتحول زعماء الثامن من آذار الى معارضة، الاستفزاز اصبح العنصر الأساسي في الخطابات، الاتهامات ازدادت حدة وكبر عدد الشهداء من الاغتيالات السياسية الى حرب تموز الى نهر البارد وأخيراً ما سمي بالعصيان المدني، المعارضة تتهم الموالاة بالخيانة والموالاة تتهم المعارضة بتدمير البلد والارتهان كمية السلاح ازدادت، عدد المهاجرين يكبر السياحة شبه مشلولة والاقتصاد يقف على حافة الانهيار، وحش الغلاء يهجم والحقد، الكره والبغض اصبحوا اسياد الشعور.
ساحة الشهداء في 14 آذار
الموالاة تتخذ القرارات وتطلب دعم الرأي العام والمعارضة تعارض وتطلب دعم الرأي العام ايضاً تزداد التوترات فيعودون الى الحوار وهو لا يمت الى حوار بصلة حوارين على مختلف المستويات فاشلين، تغيرت طريقة الحوار الى ثنائية وفشلت طلبوا دعم الجامعة العربية فكان أيضاً حوار ثلاثي فاشل، امين عام الجامعة "موسى: تفاءلوا سنجد الحل!!" والحل يزداد تعثراً يغادر موسى ويعود مراراً وتكراراً لماذا؟ لا احد يعلم.
الاعتصام في وسط بيروت زاد الاقتصاد سوءاً وخط الخروج في المطار يعج بالناس خطوط الطيران لا تهدأ ابواب السفارات شرعت اسبانيا المانيا اوستراليا اميركا... المهم ان يخرجوا الى اين؟ الى اي مكان، متى العودة؟ لا احد يعلم وعلى الأرجح لا عودة.

اعتصام وسط بيروت

أخيراً قراري الحكومة تجاه شبكة الاتصالات والعميد وفيق شقير فانفجرت الأزمة المعارضة والعصيان المدني، ظهرت الأسلحة واستعملت حرقت سيارات وقتلت ناس ابرياء الطرقات قطعت والمطار توقف.الحكومة عند موقفها والمعارضة تضعها امام خيارين احلاهما مر اما التراجع عن القرارات واما ان تجبر على التراجع والناس منشغلون مع الأسلحة والموت في الشارع والجيش يراقب سقوط الضحايا من دون ان ينبث ببنت شفة او يحرك ساكناً.تراجعت الحكومة عن القرارات المهمة مجبورة ووضعتها بتصرف الجيش، فازت المعارضة، هدرت دماء ابرياء واجتمعت القمة العربية في اجتماع طارئ لوزراء خارجيتها بعد ايام من اعلان الاعتصام وتمخض عن اجتماعها لجنة لحل الأزمة، وصلت اللجنة، حملت الأفرقاء وطارت بهم الى قطر وكأنه لم يعد هناك في لبنان امكنة تليق بحكامنا وضيوفهم.

من اساليب العصيان المدني

بعد هذا كله الرأي العام في الموالاة يتساءل: لماذا اتخذت الحكومة هكذا قرارات ان كانت ستتراجع عنها؟ لماذا سببت باهدار الدماء البريئة وما ذنب الشعب المسكين؟ وان كانت لا تعرف سابقاً ان قراراتها سيؤديان الى هكذا عواقب خطيرة تمس بالسلم الأهلي والأمن القومي، فهي ليست اهلاً لاستلام السلطة.
والرأي العام في المعارضة يقول: لقد عاهدناكم وبايعناكم لأنكم مقاومة تحاربون العدو الصهيوني، لا لأن تقتلون اهلنا واخوتنا في الوطن وتحاربون ارضنا وتدمرون كياننا، لم نبايعكم لنرى العلم السوري يحل مكان العلم اللبناني؟
وأصبح الشعب بمختلف طبقاته واتجاهاته يتساءل ان كانت الأزمة لبنانية لماذا يحاولون انهاءها خارج لبنان؟ هل هناك دولة في العالم تهمها مصلحتنا اكثر مما تهمنا؟
اليوم، علم الشعب الاعيبكم وسيكون على يقين بها بعد حين، لقد علم الشعب ان ارض الوطن هي الأساس لقد كان يقرأ مسلسلاتكم التي سبقت واليوم بدأ يفهم تكتيك تضارب مصالحكم وغداً سوف يكتب سيناريو الثورة...فويل لأمة أحزابها ميليشيات وحكومتها متخانعة وجيشها يخاف ويلكم من ثورة الشعب، ويلكم من ثورة الشعب، ويلكم من ثورة الشعب...

"إذا الشعب يوماً اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر"...

هل هذا الكلام مجرد شعر ام انه مجرد حبر يطبع او يكتب على ورق وكتب ودفاتر ام انه شعار نكتبه على الحيطان وعلى دفاترنا المدرسية او الجامعية في بداية الشباب وبداية الانخراط في الحياة السياسية.
ام انها شعار تتحلى به خطابات سياسيينا الأحباء، الأجلاء، العظماء، الموقرين لبت الحماس في نفوس المؤيدين واكتساب مؤيدين جدد وزيادة العدد.
فأين لبنان من الحياة، وأين شعبه مما يريد؟
انفجارات تطال من تطال ومعظم النواب ممثلي الشعب يحتجزون انفسهم في فندق خوفاً من الاستهداف والذعر والرعب سيدا الوقت في ظل توقفها اليوم والخوف من عودتها فمن ستطال وكيف ومتى؟ اسئلة تبقى اجوبتها عند المجهول المعلوم صاحب الخطط وتكتيك التفجير.
اعتصام في وسط مدينة الحياة سيقارب السنتين بعد حين، شل اهم حركة اقتصادية في البلد دون ان يوجد من يحرك ساكناً فالاستثمارات هربت الى الخارج والذين تعطلوا، هاجروا البلد ربما الى غير عودة والسياح حولت خط توجهها الى بلد ليس ببعيد عن لبنان لكنه آمن كما يقال فلا احد يعرف عن داخله شيء.
خطابات وتراشق اتهامات تزيد الغضب ناراً وتضاعف الخوف في النفوس، وسقوط مفاهيم السياسة ومعنى الديبلوماسية على يد الشتائم والخيانة.
حياة اقتصادية جامدة وشبه مشلولة والأمل بعودتها يتضاءل مع مرور الوقت وتراكم الديون وتدني معدل الدخل الوطني، موجة الغلاء التي تجتاح العالم لا سياسة لمواجهتها والشعب يئن تحت ضغطها يرزخ تحت متطلبات قوته اليومي والخوف من ان يرتفع سعر ربطة الخبز.
هل هذه هي الحياة؟ هل هذا ما يريده الشعب؟ ام انه قدر لبنان؟